الافق والصباح

موضوع: الافق والصباح الجمعة فبراير 27, 2009 3:12 am

قرون من الصمت توارت خلف اشرعة الرحيل وانا اقف كل صباح اترقب الافق , الاجواء ملت ترقبي والغسق يتراءى عند عيني صغيرا , صغيرا ثم يكبر ويكبر, حتى يلفني بانواره الساطعة , انه يريد ان اتيه في اجوائه , لكنني ما تعودت يوما ان اضيع , لكنها تلاشت وانا لا اذكر منها سوى انها كانت تعيش في ذاتي, امتلات الاشرعة وسارت السفن فوق اجفان ذلك الشاطئ اللعين , الذي لا تنتهي صفحاته , ويومها بدأ لي الماء بقعة اسنة تقفس فيها حفنة صغيرة من الاسماك وتلك السفن والزوارق الجميلة اضحت بعيني توابيتا يحركها الاموات , لا استطيع ان اقول شيئا , فالكلمات تموت فوق الشفاه ، وانا مازلت فوق السنة البر انتظر العودة … انتظر الرحيل , انتظر الشاطئ والافق والصباح , انتظر ذاتي التي ملتني , فالغيوم الرمادية تتكاثر امام عيني , كانها الاشباح الملعونة وترقص فوق راسي وتحرق كل الذكريات القديمة .
الصبح نهاية لقصيدة ملعونة اسمها الليل , ترى اهي الان تذكرني ؟ وبالذات في هذا الليل الملعون ، حيث لا شيء في الدنيا سواها , اسماك الشاطئ ترمقني بعيونها الشريرة , واللصوص يسحبون اهدابي ويجرحونها بالسكاكين القديمة وهم يقطعون اهدابي .
الوقت الثمين لكني لم احترمه , كنت ابدده كالطفل الصغير, حيث يعبث بانفس الاشياء , هناك كانت تنتظر بعيون تفتحت اجفانها ، وقلب يسرع في دقاته ، انه يريد ان يستعجل الوقت , يريد ان ياتي سريعا , فالحياة تتبلور يوم اللقاء , الاعصاب متوترة , كانها تقف فوق اتون ملتهب من البارود والناس … كل الناس, ياتون , وهي لا تعبأ بهم , انهم مخلوقات ميتة لا تستحق حتى مجرد النظر اليها , اما هي فقد امنت بانسان … مجرد انسان , لكن ابعاده فوق كل ما نتصور , انه انسان بمفهوم الانسان , لكنها كفرت بالبشرية كلها , وهكذا الحب يملانا ايمانا , لكنه يزرع في قلوبنا بذور شيء اسمه الالحاد .
الموعد يقترب والوقت يزداد طولا والشعر الاصفر المتهدل والثوب الجديد واكوام المساحيق ,كلها مستعدة للاستقبال , لاستقبال تلك اللحظات , حيث لا تاتي بعدها لحظات اخر .
لقد امنت بوفاء البشر, مثلما مثلما امنت به, عاهدتها وعاهدتني على ان نرسم كلمات الحب والوفاء على اجفاننا , وان نعطره كل صباح بمياه الشفق وان نقف فوق ارض الرحيل والضياع حيث يهرب كل شيء من تحت اقدامنا .
لكنها كانت تقف , وانا اسير بسرعة هائلة , كلما كنت انظر الى الجانبين ارى شجرتي القديمة والشارع يبكي خلفها , وانا كالمجنون اعدوا الى الامام والى الامام .
الساعة تآخرت والميعاد يسبقها بعد قليل وهو اول لقاء بيننا بعد الف حديث , لذا كنت مسرعا في طريقي لكنني كنت في حركتي واقفا اقدامي كلها من رصاص ثقيل واسفلت الطريق يلتصق بي والاشجار الملعونة باغصانها الشريرة تمسكني .
لكنني لست لصا ، لست قائلا ترى لاى شيء يمسك بي العالم ؟ الانني انسان مؤمن بالحب … مؤمن بالوفاء مؤمن بقدسيته ؟ … وانت يااسفلت الطريق ماالذي دهاك حتى تعلقت بي؟ كالمجنون تمنعني من السير حيث اريد , وانت ياهواء العالم تستحيل امام عيني جدارا سميكا من زجاج مظلم , لا استطيع ان اخترقه .
- كلكم اقوياء مثل عالمي … مثل شجرتي , مثل اسفلت الطريق , انهم اقوياء وانا الضعيف , وشتان ما بين الضعيف القوي .
العالم كل العالم يقف بوجهي , انا الذي احبه واحبها ,تلك التي ملت من الانتظار, والوقت يموت عندي ويتحرك عندها , ولا اقدر ان اعمل شيئا , ولم اشعر اني تهاويت على الارض ملفوفا بسحب كثيرة ملونة حمراء … خضراء , بنفسجية , وكلها تعطر أنفي بشذى لم اعرفه من قبل, لكنني لن استسلم لهذا الافيون , فهي الان تنتظر ، وقمت وكلي قوة في ان اخترق كل شيء في طريقي وجئت مسرعا اطوى اقدامي فوق جبهة الرصيف, لكن لم الحق بشيء سوى ببقايا لفافات تبغ فوق الطاولات النائمة وكانت اعقاب السيكاير ملطخة باحمر الشفاه , وقفت حائرا لا اعرف شيئا في هذه الدنيا العنه غير محنتي هذه
.

شيء اسمه الالحاد .
الموعد يقترب والوقت يزداد طولا والشعر الاصفر المتهدل والثوب الجديد واكوام المساحيق ,كلها مستعدة للاستقبال , لاستقبال تلك اللحظات , حيث لا تاتي بعدها لحظات اخر .
لقد امنت بوفاء البشر, مثلما مثلما امنت به, عاهدتها وعاهدتني على ان نرسم كلمات الحب والوفاء على اجفاننا , وان نعطره كل صباح بمياه الشفق وان نقف فوق ارض الرحيل والضياع حيث يهرب كل شيء من تحت اقدامنا .

موضوع جامد جدا

تسلم أيديك

مشكور يا عمرو علي المجهود الجميل ده تسلم يا نجم

شكرا على المرور

حلو التوبيك اوي يا عمرو

انت بتجيب القصص دي منين !!

اصلها لذيذه موت

لذيذه؟؟ههههههههه
شكرا على الرد الجميل

قصه جميله جدا يا عمرو
تسلم أيدك
عايزين من دا كتير